تقييم دمج التكنولوجيا في التعليم Evaluating Integration Technology in Education
بالتأكيد توظفون التعلم الإلكتروني مع طلبتكم وتنوعون في الأنشطة التعليمية المقدمة لهم، لكن السؤال هل توظيفكم هذا يثري عملية التعلم؟ أم أنكم توظفونها لأنه يُطلب منكم ذلك؟ هل سألتم أنفسكم يومًا “هل أنا أوظف التعلم الإلكتروني بالشكل الصحيح؟”
مقال اليوم يجيبكم على هذه الأسئلة من خلال تعريفكم على نموذج (SAMR) الذي يُستخدم لتقييم دمج التكنولوجيا بالتعليم ويُقيّم توظيفكم لها، حيث سنوضح لكم في هذا المقال المراحل التي يتكون منها النموذج وكيف يكون دمج التكنولوجيا في كل مرحلة من المراحل، وفي نهاية المقال نقدم لكم مجموعة من الأسئلة التي تساعدكم على الحكم على توظيفكم للتكنولوجيا في عملية التدريس.
أهمية توظيف التكنولوجيا في التعليم
أصبح موضوع إدخال وتوظيف اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ في قطاع التعليم أمرًا بالغ الأهمية في ظل التطور المتسارع، وتظهر أهمية توظيف التكنولوجيا في عمليتي التعليم والتعلم بالآتي:
- سهولة البحث والوصول إلى المعلومات عبر شبكة الإنترنت في أي وقت وفي أي مكان.
- زيادة مستوى دافعية الطلبة للتعلم من خلال توظيف الوسائل والوسائط المتعددة والأدوات التقنية المختلفة مما يجعل التعلم أكثر متعة.
- إشراك الطلبة وإيجاد متعلمين نشيطين وأكثر تفاعل.
- تطوير معارف ومهارات الطلبة ومساعدتهم على تصور المفاهيم المجردة.
أجرت حورية قرارة عام (2017) دراسة هدفت إلى التعرف على دور تكنولوجيا التعليم في تطوير كفاءات المتعلمين في مدارس مرحلة التعليم الأساسي، وأظهرت نتائج الدارسة أن طرق التدريس التكنولوجية والوسائل التربوية التعليمية لها دور كبير في تطوير الكفاءات المعرفية والسلوكية للمتعلمين، كما أظهرت بأن التقويم التربوي بالأساليب التكنولوجية لا يطور الكفاءة الاجتماعية وذلك لأن أساليب التقويم تلك لا زالت تقليدية. لذا بات من الضروري العمل على توظيف وتبني التكنولوجيا في العملية التعليمية لكن قبل التوظيف لا بد من تحديد الهدف من التوظيف ومعرفة فاعلية التوظيف الأمثل لها، ويمكنكم معرفة ذلك من خلال استخدام نموذج (SAMR).
ما هو نموذج (SAMR)؟
نموذج يُستخدم لتقييم دمج التكنولوجيا في التعليم في الصفوف الدراسية، ويتكون من أربع مراحل كالآتي:
- مرحلة الاستبدال (Substitution): تُمثل التكنولوجيا في هذه المرحلة أداة بديلة عن المصادر التقليدية دون أي إضافة على المهمة.
- مرحلة التحسين (Augmentation): تُمثل التكنولوجيا في هذه المرحلة أداة بديلة لكن مع إجراء تعديلات وتحسينات على المهمة.
- التعديل (Modification): تسمح التكنولوجيا في هذه المرحلة بإعادة تصميم المهمة أو النشاط من جديد.
- إعادة التصميم (Redefinition): تسمح التكنولوجيا في هذه المرحلة بإعداد مهام جديدة يصعب تطبيقها بأساليب تقليدية قديمة بعيدًا عن أي أداة تكنولوجيا.
الآن، أعزاءنا المعلمين القُرّاء بعد تعرفكم على النموذج، كيف يمكنكم الاستفادة من مراحل هذا النموذج لتحقيق تعلم أفضل وذو قيمة مضافة باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؟ لمعرفة طرق الاستفادة في كل مرحلة تابعوا معنا قراءة المقال.
طرق الاستفادة من نموذج (SAMR)
الاستبدال (Substitution)
تُعدُّ المرحلة الأولى (الاستبدال) من أبسط مراحل نموذج (SAMR)، حيث تُوظف أدوات التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية التعلمية لأداء نفس المهمة التي كانت قبل التوظيف ويمكن أن تعمل على توفير استراتيجيات الاستبدال الوقت والمساحة من خلال تقليص العمل على الأوراق والأقلام كما توفر الفرصة لكم ولطلبتكم لتطوير مهارات تُوظف أدوات التكنولوجيا الرقمية والتكيف معها وترسيخ مبدأ استخدامها.
من طرق التوظيف في هذه المرحلة:
- تكليف الطلاب بطباعة الواجبات المنزلية بدلًا من كتابتها بخط اليد.
- استخدام اللوح التفاعلي بدلًا من اللوح التقليدي وحفظ النتائج كمستندات (Word).
- إنشاء اختبارات إلكترونية بدلًا من الورقة والقلم.
- تحميل ملفات بصيغة (PDF, Word) ليتمكن الطالب من الحصول عليها بدلًا من تصوير الأوراق.
لكن عليكم الانتباه أثناء توظيفكم للتكنولوجيا ضمن هذه المرحلة، أنه لن يكون هناك أي تعديل أو تغيير على عملية التعلم أو النتاجات المرتبطة بها، لذا يتوجب عليكم أن تبحثوا عن استخدامات لأدوات التكنولوجيا تضيف لكم ولطلبتكم المعارف والمهارات اللازمة والتعلم الذي لن يحدث بدونها.
التحسين (Augmentation)
تُعدُّ هذه المرحلة مرحلة التحول نحو التعّلم المُتمركز حول الطلبة، حيث تُمثل التكنولوجيا في هذه المرحلة أداة بديلة فعالة لأداء المهام الشائعة من خلال إجراء التعديلات والتحسينات على المهام.
من طرق التوظيف في هذه المرحلة:
- توظيف الفيديوهات التعليمية لتوضيح مفاهيم أو أجزاء صعبة من الدرس تُسهّل تعلّـم الطلبة.
- توفير المحتوى التعليمي الالكتروني من خلال المنصات التعليمية أو المدونات، وتشجيع الطلبة على استخدامها.
- استخدام العروض التقديمية في تقديم وعرض بعض المفاهيم وتشجيع الطلبة على استخدامها بدلًا من العروض الشفوية بطريقة إبداعية.
- توجيه الطلبة للبحث عن المعارف والمعلومات باستخدام الإنترنت والمصادر التقنية.
التعديل (Modification)
تُوظف أدوات التكنولوجيا في هذه المرحلة لتصميم مهمات تفاعلية وديناميكية تتجاوز حدود الصف الدراسي التقليدي حيث تسمح أدوات التكنولوجيا بإعادة تصميم المهمة أو النشاط من جديد.
على سبيل المثال: يمكن للطلاب التعاون في العمل على مستندات أو مشروع ضمن مجموعات ثنائية أو فردية، مما ينشر ثقافة صفية أكثر تعاونًا وديناميكيةً.
من طرق التوظيف في هذه المرحلة:
- إعداد الطلبة فيديوهات لمهام تعليم بدلًا من العرض التقديمي الشفوي التقليدي.
- توظيف برامج تكنولوجية وتقنيات مرئية مثل (Google Earth).
إعادة التصميم (Redefinition)
تُعدُّ هذه المرحلة الأكثر تعقيدًا، فهي تركز على توظيف الأدوات التكنولوجية لإتاحة فرص تعلم جديدة تمامًا وإعداد مهام جديدة يصعب تطبيقها بأساليب تقليدية قديمة ولم يكن من الممكن تصورها سابقًا. تظهر أهمية الدمج في هذه المرحلة في العمل على تنمية وصقل مهارات الطلبة التكنولوجية ومحو الأميّة المتعلقة بالتكنولوجيا، وتنمية القدرة على التكيف مع الأنظمة والعمليات الجديدة.
من طرق التوظيف التكنولوجي في هذه المرحلة:
- نشر الطلبة لأعمالهم عبر الإنترنت حيث يتم نشرها وتسهيل عملية الوصول لها لأكبر عدد من الزملاء والطلبة حول العالم.
- تسجيل أداء المتعلم لمهارات مختلفة ضمن كافة المناهج التربوية سواء في الرياضة أو الكيمياء أو الرياضيات وحتى في اللغات والفنون واستخدام التسجيلات لتحفيز الطلبة على التفكير وتطوير مهارات تعليمية خاصة بهم.
- القيام بتنفيذ الواجبات أو المشاريع التعليمية باستخدام التقنيات والأجهزة والوسائط المتعددة كإنتاج الأفلام الوثائقية، أو الأفلام القصيرة وصفحات الويب.
- تمكين الطلبة من التواصل مع أشخاص آخرين حول العالم كجزء من رحلة التعلم الخاصة بهم.
تذكروا أن هذه المرحلة يتم فيها إعادة تعريف تجربة التعلم من خلال دمج أدوات التكنولوجيا بسلاسة وبشكل هادف ومخطط له بعيدًا عن تعقيدات التكنولوجيا، وتذكروا أن توظيفكم للتكنولوجيا بالشكل الصحيح أمر في غاية الأهمية في الوقت الذي بات فيه طلبتكم يتنقلون بين صفحات الإنترنت والفيديوهات من خلال هواتفهم المحمولة فلا تنتظروا وقت أطول للتوظيف الصحيح، لذا إليكم مجموعة من الأسئلة التي تساعدكم على معرفة مدى التوظيف الصحيح والقيِّم للتكنولوجيا:
- كيف يُمكن تحسين درسي بواسطة التكنولوجيا المستخدمة؟
- كيف يُمكنني إشراك الطلبة وتمكينهم عن طريق التكنولوجيا؟
- متى يُفضل عدم استخدام التكنولوجيا وما هي تحديات الاستخدام؟
- ما مدى جاهزيتي أنا وطلبتي لاستخدام هذه التكنولوجيا؟
- كيف يمكن أن يكون التعلّم الإلكتروني أقرب إلى التعلّم الواقعي في الحياة؟
- هل احتاج إلى التدريب على العديد من الأدوات التقنية؟
ﻓﻲ النهاية ندعوكم لإعادة النظر في هدفكم من توظيف أدوات التكنولوجيا في عملية التعليم والتعلم والبدء بهدف مهم جدًا وهو تجنب التكنولوجيا من أجل التكنولوجيا، إذ نجد أن توظيف التكنولوجيا في مرحلة الاستبدال ومرحلة التحسين يهدف إلى تعزيز أداء طلبتكم عند تنفيذ المهام التعليمية، في حين أن توظيف التكنولوجيا في مرحلة التعديل وإعادة التصميم سوف يقودكم إلى تشكيل مرحلة الانتقال التي تُسهم في جعل المتعلمين الطلبة محور عملية التعلم.